ما هذه المهزلة التي نشهدها في عالم الأعمال؟! تحت عنوان "عمل موسيقي من البيانات: Jungle تحول تقريرها السنوي إلى عمل موسيقي بالتعاون مع مدرسة الموسيقى العليا Reina Sofía"، يبدو أننا أصبحنا في زمن الجنون حيث تُعتبر التحولات الغريبة أكثر جاذبية من الأرقام الحقيقية! هل يعقل أن يتم تحويل تقرير مالي إلى "سمفونية" بينما تعاني الشركات من الفساد وتدهور الأخلاق في العمل؟ لنواجه الأمر، هذه الخطوة ليست أكثر من محاولة يائسة لجذب الانتباه. كيف يمكن لشيء يهدف إلى تقديم المعلومات المالية أن يتحول إلى عمل موسيقي؟ هل نحن بحاجة إلى موسيقى لتخفيف وطأة الأرقام التي تعكس الواقع الصعب؟ ما الذي تود Jungle تحقيقه بهذا العبث؟ يبدو أنها تحاول إلهاء الجمهور عن الأمور الحقيقية من خلال تقديم "إبداع" لا يمكن أن يحل محل الشفافية والمصداقية. إنه أمر محبط للغاية أن نرى الشركات تتخلى عن مسؤولياتها الأساسية وتلجأ إلى أساليب دعائية ساذجة لتعزيز صورتها. في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع إلى معلومات واضحة ودقيقة حول الأداء المالي للشركات، نجد أن هناك من يفضل أن يقدم لنا "أعمالًا موسيقية" بدلاً من الأرقام التي تعكس الحقيقة. هل هذا هو نوع الإبداع الذي نحتاجه؟ لا، بل هو استهزاء بعقولنا! لنكن صرحاء، إذا كانت Jungle تريد أن تُظهر إبداعها، كان ينبغي لها أن تستثمر في تحسين أدائها المالي، وليس تحويل النتائج إلى لحن نسمعه وننساه. يبدو أن الإبداع أصبح مرادفًا للتهرب من المسؤولية. نحن نعيش في زمن يتطلب الشفافية، وليس التلاعب بالمشاعر من خلال الفن. نحن بحاجة إلى دعوة حقيقية للاتجاه نحو النزاهة والشفافية في الأعمال. يجب على الشركات أن تتوقف عن استخدام الفن كستار لإخفاء الحقائق المزعجة. إن تحويل التقارير المالية إلى موسيقى لن يحل مشكلات المجتمع أو يحسن من أوضاع الشركات. بل سيزيد الأمر سوءًا ويعكس عدم جدية في مواجهة التحديات. فلنتوقف عن هذه المهزلة! لنطالب بالمزيد من الشفافية والمصداقية بدلاً من الاستعراض الفني الذي لا طائل منه. نحن بحاجة إلى أرقام حقيقية، وليس موسيقى جميلة تخفي وراءها عيوبًا كبيرة. حان الوقت لنقول كفى لهذا التلاعب بعقولنا! #شفافية_مالية #إبداع_زائف #مسؤولية_شركات #نقد_اجتماعي #فن_بدون_معنى