Upgrade to Pro

مخطوطة روهونسي

مخطوطة روهونسي هي كتاب قديم يحتوي على صور، ومؤلفه غير معروف. النص الموجود فيه مكتوب بلغة غير معروفة وبنظام كتابة غير محدد، وقد ظهر في المجر في أوائل القرن التاسع عشر. قام الكثير من الباحثين والهواة بدراسة أصل الكتاب ومعنى نصه ورسومه، لكن لم يصلوا إلى نتيجة واضحة. ومع ذلك، يعتقد العديد من العلماء المجريين أنها قد تكون خدعة من القرن الثامن عشر.

 

التاريخ:

سُميت المخطوطة باسم مدينة روهونك الواقعة في غرب المجر (ريتشنيتز حاليًا في النمسا)، حيث ظلت محفوظة حتى عام 1838، عندما تبرع بها الكونت المجري غوستاف باتياني إلى الأكاديمية المجرية للعلوم مع مكتبته بالكامل.

لا يُعرف أصل المخطوطة. ربما يكون أحد الآثار المحتملة لماضيها هو إدخال في كتالوج مكتبة روهونك التابعة لآل باتياني يعود إلى عام 1743، والذي يقرأ:

"Magyar imádságok, volumen I in 12"

("صلوات مجرية في مجلد واحد، الحجم الثاني عشر").

يتناسب حجم المجلد الموصوف ومحتواه المفترض مع المخطوطة، ولكن لم يتم تقديم أي معلومات أخرى في الكتالوج، مما يجعل المطابقة الدقيقة للمخطوطة مستحيلة.

 

منذ أن أصبح وجود المخطوطة معروفًا على نطاق واسع، تمت دراسة المخطوطة من قبل العديد من العلماء والهواة، ولكن لم ينجح أي منهم في تقديم ترجمة أو تفسير مقبول على نطاق واسع ومقنع للنص. تمت دراسة المخطوطة من قبل العالم المجري (فيرينك تولدي) حوالي عام 1840، ثم درسها لاحقًا (بال هونفالفي) وخبير علم الخطوط القديمة النمساوي (ألبرت ماهل). درس (جوزيف جيريتشك وابنه كونستانتين جوزيف جيريتشك)، وكلاهما أستاذان جامعيان في براغ، 32 صفحة من المخطوطة في عامي 1884 و 1885. في عام 1885، تم إرسال المخطوطة إلى (برنهارد يولغ)، وهو أستاذ في جامعة إنسبروك. كما أخذ الرسام المجري الشهير (ميهاي مونكاسي) المخطوطة معه إلى باريس في الأعوام 1890-1892 لدراستها.

في عام 1866، اقترح المؤرخ المجري (كارولي زابو) أن المخطوطة كانت خدعة من قِبَل (صموئيل ليتراتي نيميس)، وهو عالم آثار مجري من ترانسلفانيا، ومؤسس مشارك لمكتبة سيشيني الوطنية في بودابست. ومن المعروف أن نيميس قام بالعديد من عمليات التزوير التاريخية (معظمها في ثلاثينيات القرن التاسع عشر) والتي خدعت حتى بعض أشهر العلماء المجريين في ذلك الوقت. ومنذ ذلك الحين، ظل هذا الرأي حول التزوير قائمًا في الدراسات المجرية السائدة، على الرغم من عدم وجود دليل يربط المخطوطة بنيميس على وجه التحديد.

 

• وصف المخطوطة:

تحتوي المخطوطة على 448 صفحة ورقية بقياس 12 × 10 سنتيمتر (4.7 بوصة × 3.9 بوصة)، وتحتوي كل صفحة على ما بين 9 و 14 صفًا من الرموز، والتي قد تكون أحرفًا أو لا تكون كذلك. بالإضافة إلى النص، هناك 87 رسمًا توضيحيًا تتضمن مشاهد دينية وعلمانية وعسكرية. يبدو أن الرسوم التوضيحية الخام تشير إلى بيئة تتعايش فيها الديانات المسيحية والوثنية والإسلامية، حيث توجد رموز الصليب والهلال والشمس/الصليب المعقوف.

إن عدد الرموز المستخدمة في المخطوطة أعلى بحوالي عشر مرات من أي أبجدية معروفة، حيث تم أحصاء 792 رمزًا، ولكن معظم الرموز تُستخدم مع القليل من التكرار، لذلك قد لا تكون الرموز في المخطوطة أبجدية، بل مقاطع لفظية، أو تكون ذات طبيعة لوغوغرافية (رسم رمزي)، مثل الأحرف الصينية. يبدو أن تبرير الهامش الأيمن من المخطوطة يشير إلى أن الرموز كتبت من اليمين إلى اليسار.

تظهر دراسة الورق الذي كُتب عليه المخطوط أنه على الأرجح ورق فينيسي صُنع في ثلاثينيات القرن السادس عشر. ومع ذلك، لا يوفر هذا يقينًا بشأن تاريخ النص، لأنه ربما تم نسخه من مصدر سابق، أو ربما تم استخدام الورق بعد فترة طويلة من إنتاجه. استنادًا إلى دليل من الرسوم التوضيحية، يعتقد العلماء أنه من المرجح أنه تم إنشاؤه في وقت ما في القرنين السادس عشر والسابع عشر.

 

• اللغة و النص:

لم يتم دعم أي فرضية فيما يتعلق بلغة المخطوطة كحل عالمي، على الرغم من اقتراح عدد من الفرضيات - مثل المجرية، والداقية، والرومانية المبكرة أو الكومانية، وحتى الهندية -.

يفترض العديد من مؤيدي صحة المخطوطة للغة المجرية أنها نص مجري قديم، أو يستعينون بالتشابه مع النص المجري القديم، والذي يُشار إليه أيضًا باسم "الأحرف الرونية المجرية" ("rovásírás"). ووفقًا لآخرين، تم نقش أحرف أو رموز مماثلة في كهوف الرهبان السكيثيين في منطقة دوبروجا في رومانيا. وقد استنتج آخرون صلات بتشابه بعض حروف الميثاق اليوناني لدير  وادي فيزبرم للراهبات (المجر). ويزعم آخر أنها نسخة من النص البراهمي -نظام كتابة لجنوب آسيا القديمة-.

 

• الفرضيات:

- فرضية السومرية-المجرية:

في عام 1996، اقترح (أتيلا نيري) من المجر حلاً بعد دراسة صفحتين من المخطوطة. فقد قلب الصفحات رأسًا على عقب، وحدد رباطًا سومريًا، ثم ربط حروف الأبجدية اللاتينية ببقية الرموز عن طريق التشابه. ومع ذلك، فقد قام أحيانًا بنسخ نفس الرمز بأحرف مختلفة، وعلى العكس من ذلك، تم فك شفرة نفس الحرف من عدة رموز. وحتى في هذه الحالة، كان عليه إعادة ترتيب الحروف لإنتاج كلمات ذات معنى. والنص، إذا تم اعتباره ذا معنى، فهو ذو طابع ديني، وربما طقسي. ووفقًا لنيري، يبدأ النص بما يلي:

 

"Eljött az Istened. Száll az Úr. Ó.

Vannak a szent angyalok. Azok. Ó."

 

"Your God has come. The Lord is coming. HE. There are the holy angels. Those. HE."

 

"لقد جاء إلهكم، الرب قادم، هو، هناك الملائكة القديسون، هؤلاء، هو."

 

أنتقد (أوتو جيورك) اقتراح نيري على الفور، مشيرًا إلى حقيقة مفادها أنه باستخدام طريقة فك التشفير المتساهلة هذه يمكن للمرء الحصول على أي شيء من الشفرة. كما أن مجرد حقيقة أن نيري يلمح دون نقد إلى النظرية الهامشية القائلة بأن اللغة المجرية تنحدر من السومرية تشوه دراسته للمخطوطة.

 

.- فرضية الداقية-الرومانية:

نُشرت ترجمة مقترحة في عام 2002 بواسطة عالمة اللغة الرومانية (فيوريكا إيناتشيوك). زعمت إيناتشيوك أن النص قد كُتب باللهجة اللاتينية العامية لداقية - منطقة قديمة موجودة شرق أوروبا وهي موجودة مع رومانيا الحالية -، وأن اتجاه الكتابة من اليمين إلى اليسار ومن الأسفل إلى الأعلى. تشير الترجمة المزعومة إلى أن النص هو تاريخ يعود إلى القرن الحادي عشر والثاني عشر الميلادي لشعب والاشيا-الأفلاق لـ فلاد المخوزق في معاركه ضد المجريين والبجانكة. وتظهر أسماء الأماكن على النحو التالي: أراد، ودريدو، وأولبيا، وإينو، وراراو، ودنيستر، وتيسا. كما تم ذكر الاتصالات الدبلوماسية بين فلاد وأليكسيس كومنينوس، وقسطنطين دوكاس، وروبرت فلاندرز. تتضمن الاقتباسات من ترجمة إيناتشيوك ما يلي:

 

"Solrgco zicjra naprzi olto co sesvil cas"

"O Sun of the live let write what span the time"

"يا شمس الحياة اكتبي ما يطول الزمان"

 

"Deteti lis vivit neglivlu iti iti itia niteren titius suonares imi urast ucen"

 

"In great numbers, in the fierce battle, without fear go, go as a hero. Break ahead with great noise, to sweep away and defeat the Hungarian!"

 

"بأعداد كبيرة، في المعركة الشرسة، انطلقوا بلا خوف، انطلقوا كأبطال. انطلقوا إلى الأمام بضجيج كبير، لكي تجتاحوا المجريين وتهزموهم!"

 

من ناحية أخرى، يمكن انتقاد اقتراح إيناتشيوك بسبب طريقة النسخ. فالرموز التي تظهر بشكل مميز في نفس السياق في جميع أنحاء المخطوطة يتم نسخها بانتظام بأحرف مختلفة، بحيث تضيع الأنماط في الشفرة الأصلية في النسخ. من ناحية أخرى، يتم انتقاد إيناتشيوك باعتبارها لغوية ومؤرخة. لقد قدمت المصدر اللغوي الوحيد لحالة غير معروفة حتى الآن للغة الرومانية، ويثير نصها (حتى مع معجمها) شكوكًا خطيرة في صحتها اللغوية والتاريخية مما يجعل عملها غير علمي. لا توجد علاقة بين الرسوم التوضيحية للمخطوطة (ذات المحتوى المسيحي الواضح) وترجمة إيناتشيوك.

 

.- فرضية النص البراهمي-الهندية:

تم التوصل إلى حل مزعوم آخر في عام 2004 من قبل الهندي (ماهيش كومار سينغ). يزعم أن المخطوطة مكتوبة من اليسار إلى اليمين، ومن أعلى إلى أسفل باستخدام نسخة غير موثقة حتى الآن من الخط البراهمي. قام بنسخ أول 24 صفحة من المخطوطة للحصول على نص هندي تمت ترجمته إلى المجرية. يشبه حله في الغالب بداية إنجيل غير موثوق (غير معروف سابقًا)، مع مقدمة تأملية، ثم الانتقال إلى قصة طفولة يسوع (عيسى عليه السلام)، ووفقًا لماهيش كومار سينغ، فإن الصفين العلويين من الصفحة الأولى ينصان على:

 

"he bhagwan log bahoot garib yahan bimar aur bhookhe hai / inko itni sakti aur himmat do taki ye apne karmo ko pura kar sake"

 

"Oh, my God! Here the people is very poor, ill and starving, therefore give them sufficient potency and power that they may satisfy their needs."

 

"يا إلهي! الناس هنا فقراء للغاية ومرضى وجائعون، لذلك أعطهم القوة والسلطة الكافية لتلبية احتياجاتهم."

 

تعرضت محاولة سينغ لانتقادات فورية في العدد التالي من نفس المجلة التي نشر فيها الترجمة. حيث قيل أن ترجمته تفتقر إلى الاتساق، وقد رفضها الكثيرون.

 

تأتي مخطوطة روهونسي في المركز الثاني بعد مخطوطة فوينيتش من حيث عدد الدراسات التي أجريت عليها، وحتى الأن لا يوجد أي شيء مؤكد بخصوص ماهية المخطوطة

 

 

MF-MyFriend https://mf-myfriend.online