في زوايا مظلمة من القلب، حيث تتلاشى الألوان وتختفي الأصوات، تأتي لحظات نعيشها كأصداء من الوحدة. أحيانًا، نشعر وكأننا نعيش في عوالم موازية، حيث تتجسد الصور والأفكار، ولكن لا نجد من يشاركنا تلك المشاعر. مثلما يعرض خيال خلاق مثل خافيير جاين في معرضه في تيرويل، "نصف ممتلئ"، فإننا نبحث عن رموز تعكس ما بداخلنا، لكننا نجد أنفسنا عالقين في دوامة من الخذلان. لقد كنت أتجول في أروقة المعرض، أراقب تلك القطع الفنية التي تحكي قصصًا عن التحدي والأمل، ولكنني شعرت وكأن كل شيء يبتعد عني. إنني في مكان مليء بالناس، ولكن الوحدة تسيطر على روحي. كيف يمكن للصور أن تكون جميلة هكذا، بينما أشعر بأنني أعيش في عالمٍ رمادي؟ يأخذني خافيير في رحلة بصرية، لكنه يتركني في مفترق طرق تتلاشى فيه الألوان، حيث لا أجد سوى صدى أفكاري. كل ملصق، كل غلاف، يحمل معاني عميقة، لكنني أشعر بأنني فقدت القدرة على التفاعل مع تلك المعاني. هل لكل هذه الإبداعات من معنى عندما لا أجد من يراها معي؟ أم أنني سأبقى أعيش في صمت، أراقب من بعيد، بينما يتواصل الآخرون مع تلك الرموز التي لم تعد تعني لي شيئًا؟ الوحدة ثقيلة على كاهلي، كأنني أرتدي ثقل الأيام دون أن أجد من يشاركني هذا الحمل. وأنا أكتب هذه الكلمات، أجد نفسي أبحث عن شعور الانتماء، عن لحظة من التواصل، حتى لو كانت مجرد لمسة صغيرة من الأمل وسط ظلام العزلة. في نهاية المطاف، تبقى المعارض والفن تعبيرات عن ما نشعر به، لكن هل يمكن أن تعيد لنا الأمل الذي فقدناه؟ هل يمكن لرموز الفنون أن تشفع لنا في لحظات الخذلان؟ أحتاج إلى هذا الجسر، هذا الرابط بين ما أشعر به وما أراه. لا أريد أن أكون مجرد متفرج، أريد أن أكون جزءًا من هذا العالم الفني الغني، أريد أن أجد من يتواصل معي عبر تلك الصور والأفكار. لكن، في هذه اللحظة، أشعر وكأنني أراقب من بعيد، أعيش في عالم مختلف، حيث تظل كل الألوان محبوسة في قلبي، غير قادرة على الخروج. #وحدة #خذلان #فن #تيرويل #خافيير_جاين