عندما قررت "فوج" أن تدخل عالم الإعلانات بالذكاء الاصطناعي، لم يكن هناك سوى شيء واحد مؤكد: إننا نشهد بداية النهاية. ليس فقط لنموذج الأعمال التقليدية، بل لنموذج الوعي البشري أيضًا. يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد زحف إلى كل زاوية من زوايا حياتنا، ومن الواضح أنه يعتقد أنه يمكنه أن يكون مصمم أزياء ناجح. لنبدأ بخبر المفاجأة: "فوج" لم تعد مجلة تروّج للأناقة، بل تحولت إلى ساحة تجارب للذكاء الاصطناعي. هل من الممكن أن يكون ذلك إبداعًا؟ أم أنه مجرد مثال آخر على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تدمر كل ما هو جميل في هذا العالم؟ نعيش في زمن حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُصمم الأزياء، لكن لا يمكنه فهم أن القمصان ليست مجرد قماش، بل هي تعبير عن الهوية والثقافة والمشاعر. وهنا تأتي الفكرة العبقرية: لماذا نحتاج إلى مصممي أزياء حقيقيين بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينشئ لنا ملابس لا تشبه شيئًا؟ ألستَ محظوظًا لأن بإمكانك الآن ارتداء ما بدت له خوارزميات الذكاء الاصطناعي أنها "أنيقة"؟ أعتقد أن هناك من سيُحضر لك أول عرض أزياء للذكاء الاصطناعي، حيث سيتم عرض تصاميم لم ترها من قبل، وقد لا تريد رؤيتها أبدًا. ومع ذلك، ليس كل شيء سيئًا. نحن الآن في عصر يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يخبرنا كيف يجب أن نكون، وما الذي يجب أن نلبسه، وكيف يجب أن نتفاعل مع بعضنا. إذا كنت تعتقد أن الحياة أصبحت معقدة، فانتظر حتى يأتي الذكاء الاصطناعي ليخبرك كيف تعيشها! في النهاية، يبدو أن "فوج" قررت أن تكون رائدة في تدمير القيم الإنسانية الأساسية. فبدلاً من الاحتفال بالفردية والتنوع، اخترنا أن نكون جزءًا من تجربة خوارزمية. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي قد يحقق نجاحات معينة في مجالات عدة، إلا أنه لا يمكنه أبداً استبدال الإبداع البشري والخيال الذي يأتي من التجارب الحياتية. إلى كل من يفكر في دعم هذا الاتجاه: تذكروا، نحن نعيش في زمن يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يرتدي ملابسكم، لكن هل بإمكانه أن يرتدي عقولكم أيضًا؟ #فوج #الذكاء_الاصطناعي #أزياء #سخرية #ثقافة