لحظة إدراك

كنت جميلة جداً وداخلي كان فوضى انيقة لم اعرها انتباهاً

وفي كل مرة يصاب قلبي أقول له ... عندما نكبر سيزول كل هذا الألم .. سيأتي الربيع و سنرى العجائب ..

سوسنه سوداء في كل مكان ..

وارواح نتلاقى معها وشجرتي وارجوحتي وضحكاتي الحقيقية ..

قوتي وجبروتي ... حتى غبائي سنأخذه معنا ..

عندما نكبر ..

كبرنا ..

بل هرمنا ... وكثيراً ...

عقلي مليئ بالفوضي وترتيبها صار مستحيلاً ...

لاشيء عقلاني ..

في كل حجرة فيه افعى التهمت ذكريات طفولية ..

ولم تترك سوى المنطق.. وانا لازلت صغيرة

لا اعرف عن المنطق سوى الصبر وانتظار السوسنة السوداء وارجوحتي ...

هربت من هول المنظر من عقلي إلى قلبي ...

قلت لنفسي مازال ينبض ... والقلب لا ينبض من فراغ ...

لم يكن ينبض كان يرتجف ..

قلبي الذي كان عرافتي الي اتفائل بها ...

صار مجرد قارئة فنجان لا تتفوه إلا بالمصائب ...

عندها فهمت ان قلبي غادر روحي ...

واستقر في جسدي وعدت للمنطق ...

ادركت انه لايوجد سوسنة سوداء

ولا ارجوحة عالية احلق بها في السماء ....

لا يوجد سماء ...

انه الخريف كما المعتاد ولاشيء سوى الخريف ...

أخرجت كوبي الكبير واحتسيت قهوة مرة وجلست في عتمي ...

وادركت اني بعد أن هرمت لم تصدق معي سوى القهوة ...

انها مرة بالطبع مرة

اليوم كل الوعود أُخلفت ... قلبي وعقلي وكل ما حولي كاذبون ...

لم تصدق معي سوى القهوة .... كانت تقول الحياة مٌرة ...

بقلمي 

ريم جبر